طفل

أحب صوته الطفل جداً،
أحبه أكثر حين أتذكر أنه سيكبر قريباً، وسيفقد هذا الصوت،
أريد أن تمتلأ ذاكرتي به، أن أحتفظ به فيها،
ولا تخطر ببالي فكرة استعمال كاميرا فيديو
لسبب ما، لا أثق بقدرة هذه الأدوات على الحفظ، الذاكرة وحدها محط ثقة
أعرف أن لا شيء يضيع منها حقاً، ربما تنزوي الذكريات في زاوية قصية لكنها لا تضيع، لا تُسرق، لا تُكسر، لا تُخدش.. تبقى
أتذكر خيالات أصوات الأطفال الذين سبقوه،
وأواسي نفسي بالروح الرقيقة التي يحتفظ بها الأكبر منهم،
ليس حسناً أن أتمنى بقاءه طفلاً، هذا لا يختلف عن السجن،
حقه أن يكبر، ويكون.
أشعر بالقلق حين أفكر أنه قد يكون الطفل الأخير في هذا البيت
كيف كنا نعيش حين لم يكن هناك أطفال؟ ربما كنا أطفال، ولم نلاحظ.
أحاول أن أنتهي من عملي سريعاً، صوته الذي يتسرب الى غرفتي يستعجلني
أريد أن أكون معه، أراقبه وأسمعه،
أخشى أن يغادر قبل أن ألحق به، أتخيل كيف سأمضي في بقية النهار بدون صوته،
أتعذب،
أغادر الغرفة.

تعليقات

المشاركات الشائعة