«إلى المنارة»: تمرين في تأمل الصمت والنفس وتلاشي الزمن





ببطء تتابع وولف في رواية (إلى المنارة) التحولات في مشاعر وأفكار شخصياتها. نرى ليلي التي تحاول التهرب من السيد رامزي، التهرب من منحه العطف الذي يريد، وقد غيرت موقفها في لحظة وقعت عينها على حذائه، وتبادلت معه حوارًا مقتضبًا، وانحنى ليريها كيف تعقد الرباط. كام في القارب في منتصف البحر، مُجبرة على الرحلة وعازمة على التضامن مع جيمس في حرب ضد طغيان والدهما، بعد ساعات من التأمل في الموج، تكون قد لانت، واستغرقت في تأملها، وفي مشاعر أكثر لطفًا تجاه والدها.

أفكر، كم يمكن لمواقفنا أن تتغير، إذا منحنا أنفسنا تلك الوقفة، ذلك البطء، بعضًا من التأمل، في الطبيعة، في أنفسنا، في ما حولنا، وأعدنا التفكير، ببطء، دون تسرع ودون رغبات إلا في إيقاف الزمن والاستغراق التام في هذه اللحظة. يمكن للأمور أن تتغير.

مراجعتي لرواية (إلى المنارة) لفيرجينيا وولف على موقع "كتب مملة"


تعليقات

المشاركات الشائعة