رواية «المادة السوداء»، أو الطريق الذي لم أسلكه


 

ماذا لو كان بالإمكان العودة إلى مفترق طرق في الحياة، وارتياد الطريق الذي لم تسلكه في المرة الماضية؟ هذا هو السؤال الذي تتناوله رواية الخيال علمي والإثارة المشوقة جدا «المادة السوداء» للكاتب الأميركي بليك كراوتش.

 

جيسون، بطل الرواية، معلم في كلية جامعية، يعيش زواجًا سعيدًا وله طفل، لكنه لا ينفك عن التفكير في سؤال ماذا لو اختار مواصلة بحثه العلمي بدلًا من التضحية لصالح الحياة العائلية. يجيء الجواب مثيرًا في الرواية. يُسخر الكاتب فرضيات نظرية الكم ليصنع رواية خيالية، تفترض القدرة على الانتقال بين العوالم الموازية حتى تصل إلى عالم اتخذت فيه الطريق الآخر، لتعرف جواب السؤال السابق.


الرواية عالية التشويق والإثارة، محتدمة الأحداث، وتطرح أيضًا في تدفق أحداثها السريع أسئلة حول ما يصنع الهوية الفردية، وهشاشة الواقع الذي يعتقد في الإنسان صلابته، وسهولة فقدان الحياة التي يظنها رتيبة وراسخة. وتطرح أيضًا أسئلة حول جدوى محاولة إصلاح ما فات، وإمكانية ذلك أو استحالته، والفوضى التي قد تنشأ عن محاولة العبث بمسار الأشياء. إنها ترسم مسار رحلة شاقة نحو اكتشاف التصالح مع العالم الذي نعيشه وقبوله كما هو. ويُذكرنا بليك في روايته العلمية هذه ببعض دروس التأمل البسيطة، أي قدرة الأفكار والمشاعر على صياغة واقعنا، وأن الانتباه لها يعني المشاركة الايجابية لا السلبية في صُنع هذا الواقع.


لمتابعة قراءة المراجعة الرجاء المواصلة إلى موقع تكوين

تعليقات

المشاركات الشائعة