أغاني فرناندو بيسوا في سهول أفريقيا
آخر. أن أكون دائماً آخر
أن أسافر. أن أفقد بلداناً.
أن أعيش نظراً متواصلاً.
والروح بلا جذور.
أن أسير جنباً إلى جنب مع ذاتي
متخلصاً من كل انتماء.
مع قلق الظفر
بالغياب الذي هو مواصلة مستمرة.
أن أسافر هكذا. يا له من سفر!
في أفكاري وحدها
يسافر تفكيري.
ما تبقّى. سماءُ وأرض.
لو قُدّر لي، ولو لم أكن أحداً
أن أملك على صفحة وجهي، ذلك الصفاء العابر
الذي تملكه تلك الأشجار
لكان لي إذن ذلك الفرح
الذي تملكه الأشياء في الظاهر.
روحي تبحث عني،
في السهول والجبال،
ليتها لا تعثر أبداً عليّ.
هنالك في الجانب الآخر
يوجد كل شيء، ما لا وجود له، ولا فكرة لي عنه
وكل غصن متمايل،
يجعل السماء أكثر شسوعاً.
بين ما أنا عليه وبين أناي
مضجعاً، ثمة خلط.
لا أحس بشيء، ولست حزيناً
الحزن هو هذا الذي أنا فيه.
فوق القمح المتوهج
شمس عاطلة تستريح
بدون تفاهم مع ذاتي
مخدوعاً أمضي على الدوام.
لو في إمكاني ألا أعرف البتة
عني أي شيء
لكنت نسيت نسياني هذا لذاتي.
تعليقات
إرسال تعليق