التعاطف بدون لمس


هذا المشهد استفزني في فيلم جميل جدا:
الزوجة تمر بأزمة نفسية. تجلس الى طاولة الافطار بالجروح والضمادات على رأسها، وتصب الدموع. تبكي. الزوج في الطرف الآخر من الطاولة متأثر، متوتر، يحاول المواساة، لكن أفضل ما يصل اليه هو دعوتها لشرب الشاي. 
تريد كمشاهد(ة) أن تصرخ عليه أن يفعل شيئا. أن يغادر كرسيه ليحضنها ويمسح على رأسها. أن يمسك يدها. أن يمسح دموعها. أي شيء غير الجلوس على الطرف البعيد ومحادثتها.
هل هو عاجز؟ لا. هل هو بارد وغير مهتم؟ لا. ان كل شيء في سياق القصة يقول لك انه مهتم جدا بها ويحبها.
فلماذا هذا المشهد البارد (بل غير الطبيعي!) اذن؟
ثم تتذكر، انها السينما الايرانية، وعندما لا يسمح للمرأة والرجل بالتلامس (أي نوع منه) تخرج هذه النوعية من مشاهد المواساة بالكلام عبر حاجز في أشد اللحظات العاطفية ارتباكا. 

عدا عن هذه النوعية من المشاهد في فيلم يحكي أزمة حرجة في العلاقة بين زوجين، الفيلم جميل جدا. من أحب Separation و the Past سيحبه. 

فيلم " The Salesman" 
‏https://youtu.be/r-61yYjKHHc

استطراد:
ربما تصبح الحياة سينما ايرانية، وربما تضعنا الاقدار موضع الحاجة الى ابداء التعاطف دون القدرة على اللمس.



تعليقات

المشاركات الشائعة