استسلام





كيف تعرف أن الوقت قد حان، وأنه مناسب، للإستسلام. فأنت لا تستطيع الركض للأبد. أو، لتستطيع الركض للأبد تحتاج إلى أن تأخذ هدنة، تستسلم قليلا. هل هو استسلام إذن، هذا المؤقت، هذا ال قليلا؟ وهل هو شيء آخر غير استسلام حين علنا تجاهر أني لا أستطيع المواصلة. تتوقف. تستسلم. هل يمكن التراجع عن ذلك. ستتذكر عضلات الركض في ساقك. ستتذكر دقات قلبك في تسارعها الجديد، ستتذكر في أعماق روحك، أنك ذات مرة، توقفت. استسلمت.

ولماذا يكون الإستسلام رديئا. إنه يستلزم الكثير من الشجاعة. والقوة، لترفع الراية البيضاء وتعلن فشلك. عجزك. ضعفك. كل ما ركضت طويلا وجهيدا لتخفيه. تقف عاريا من كل درع لتواجه الصمت في اللحظة التي تتوقف فيها قدمك عن ضرب الأرض. لتواجه السكون وحيدا في عالم يتقدمك راكضا ويبتعد عنك، تاركا إياك خلفه. وحيدا. مستسلما. هذا أيضا يستلزم صلابة الجبال ولامبالاة الريح.

أو أنه يستلزم بصيرة القلب وإدراك عميق في الروح.
أحيانا هو خلاصك. هو خلاص روحك. أن تعترف لها وللحياة، أن الركض في هذا المسار لم يعد مستحقا للهاثك. تستسلم. فليذهب العالم للفناء، لكنك لن تركض خطوة إضافية في هذا الدرب.

إنك عندما تستسلم. يمكن أن ترى. الدرب الآخر يبزع من المنعطفات التي تعمى عنها حين تكون منهمكا في ركض الآلة. ترى حين تتوقف، فرصة جديدة، فرصة جديرة، فرصة تشعل شغفك.
تنحرف، تمشي ببطء مستكشفا الدرب الجديد. وتتساءل.
كم من الوقت على هذا الدرب، أيضا، قبل أن أستسلم.

تعليقات

المشاركات الشائعة